باحث تونسي يكشف عن 'سرقات أدبية' لأدونيس ضحيتها كاتب راحل
الشاعر التونسي محمد الغزي يكشف عن 'سرقة موصوفة' قام بها الشاعر أدونيس في كتابه 'ديوان البيت الواحد'، حيث بدا 'رجع صدى' لكتاب الأديب الليبي الراحل خليفة التليسي.
-----------------------------------------------------------------------
الكويت - كشفت مجلة “العربي” الكويتية في عددها الأخير الصادر في شهر سبتمبر الجاري عن آخر سرقات الشاعر السوري أدونيس، حيث اتهمه الشاعر والأكاديمي التونسي محمد الغزي، بأنه سرق فكرة ومحتوى كتابه “ديوان البيت الواحد في الشعر العربي” من كتاب الشاعر والناقد الليبي الكبير خليفة محمد التليسي، الذي يحمل العنوان ذاته، والصادر قبل ثلاثين عاما، في طبعتين: الأولى عن سلسلة “كتاب الشعب الليبية عام 1983، والثانية عن دار الشروق المصرية عام 1991.
كتب الأكاديمي االتونسي محمد الغزي في مقاله الذي يفضح سرقة أدونيس الموصوفة، والذي حمل عنوان “لماذا لا يقر أدونيس بجهد الآخرين”، يقول: “أصدر أدونيس كتابا في أربعة أجزاء عنوانه “ديوان البيت الواحد” جمع فيه أبياتا مفردة انتخبها من مدونة الشعر القديم وأجراها مجرى القصائد- الومضة التي يصفو فيها الإيجاز وتتكثف حكمة البداهة وبداهة الحكمة”.
وواصل قوله: “أورد أدونيس أبياتا كثيرة من نتاج ما لا يقل عن 290 شاعرا ابتداء من الجاهلية، وصولا إلى بضعة شعراء من نهاية القرن التاسع عشر، إلى بداية القرن العشرين. وهذا الكتاب وإن بدا للبعض رائدا وجديدا وكبيرا، “تدعمه شعرية رائدة مميزة وتخمّر فكري عميق” فإنه بدا لنا رجع صدى لكتاب آخر سبق كتاب أدونيس بثلاثين سنة، وتناول الفكرة نفسها، واستخدم المصطلح نفسه، وربما انتخب عددا كبيرا من الأبيات نفسها، وهو كتاب الشاعر والناقد الليبي الكبير خليفة محمد التليسي الموسوم بـ”قصيدة البيت الواحد” بعد غوص بكل معنى الغوص، وعناء بكل معنى العناء.. ورغم جمعه عددا هائلا من نصوص التراث في ألفي صفحة تقريبا، فإنه وعد قارئه بأنه سيواصل الغوص في أعماق التراث باحثا عن هذه الجواهر ما امتدت به الحياة وما اتسع له الجهد”.
وأوضح الغزي أن هذا العمل كان مشروع حياة التليسي، فقد قضى الرجل في جمع مادته وتبويبها السنوات الطوال، باحثا في المدونات القديمة والحديثة عن: “الجواهر الرائعة التي لا تنتظر إلا أن تمتد إليها الأيدي لتعود حية من حيث تركيزها، واعتمادها على اللمحة الخاطفة، والالتفاته العابرة”.
وخلص الباحث التونسي محمد الغزي إلى طرح جملة تساؤلات حول سرقة أدونيس فقال: “لماذا هذا الصمت.. ولماذا لم يقرّ شاعرنا الكبير بجهد من سبقوه وانعطفوا قبله على التراث بالتحليل والتأويل؟ وكيف لا ينوّه -على وجه الخصوص- بعمل الشيخ التليسي الذي أوحى له بموضوع كتابه؟”.
وقد أكد الباحث أن السرقة لم تقتصر على فكرة الكتاب بل امتدت إلى تطابق الكثير من المختارات، حيث ختم مقاله بالقول: “فالكتاب -كل الكتاب- مستلهم من كتاب التليسي، ودليلنا على ذلك هذا الاتفاق الغريب في المصطلح وفي الأبيات المختارة، وفي فهم طبيعة قصيدة البيت الواحد”.
----------------------------------------
المصدر
http://www.alarabonline.org/?id=33666