مرسي جميل عزيز .. شاعر الألف أغنية
أحد أشهر شعراء الأغنية العامية المصرية في القرن العشرين، وهو فارس الأغنية العاطفية، جسدت كلماته التي تغنى بها كبار المطربين ارق المشاعر والاحاسيس، كان شاعرا غزير الانتاج، تعامل مع عمالقة الطرب في الزمن الجميل، وفي مقدمتهم كوكب الشرق أم كلثوم والعندليب الاسمر عبدالحليم حافظ.
ولد الشاعر الغنائي الكبير مرسي جميل عزيز فى يونيو عام 1921م بمدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية شمال مصر، حصل على شهادة البكالوريا، ثم التحق بمعهد السينما، وحقق بصمة شديدة فى مجال تأليف الأغنية امتدت إلى أربعين عاما، قدم من خلالها ألف أغنية، ولذلك لقب بشاعر الألف أغنية.
كتب أول قصيدة شعرية في عمر الثانية عشرة في رثاء أستاذه وأذيعت له أول أغنية في الإذاعة عام 1939م ولم يتجاوز الثامنة عشرة بعنوان "الفراشة" ولحنها الموسيقار رياض السنباطي، وفي نفس العام انطلقت شهرته عندما كتب أغنية "يامزوق يا ورد في عود" التي غناها المطرب عبدالعزيز محمود، وكتب مرسي جميل عزيز الأغنية بألوانها المختلفة العاطفية والوطنية والشعبية والدينية والي جانب ذلك كتب الأوبريت الغنائي والقصة القصيرة والسينمائية وسيناريوهات بعض الأفلام وأيضا كانت له مقالات أدبية في الصحف والمجلات المصرية حتي اعتبره النقاد ظاهرة أدبية وفنية بارزة.
كتب الشاعر مرسي جميل عزيز العديد من الأغنيات لكبار المطربين في عصره، وعلى راسهم كوكب الشرق السيدة ام كلثوم والتي كتب لها عدد من الاغنيات الرائعة منها: "سيرة الحب" و"فات الميعاد" و "الف ليلة وليلة"، وكتب للعندليب الاسمر الفنان الراحل عبدالحليم حافظ باقة من اجمل واشهر اغنياته منها: " الليالي"، "اسبقني يا قلبي"، " نعم يا حبيبي"، "في يوم في شهر في سنة"، " ليه تشغل بالك"، " يا خلي القلب"، "بامر الحب"، كما كتب له اخر اغنياته وهي "من غير ليه" التي لم يمهله القدر لغنائها فقام الموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب بغنائها فيما بعد وكتب مرسي جميل عزيز لمحرم فؤاد اغنيات " ياغزال اسكندراني" و"ندم" كما كتب للعديد من المطربين المصريين امثال نجاة الصغيرة التي غنت له "حبيبى لولا السهر" وغيرها من الاغنيات، كما تغنى بكلمات مرسي جميل عزيز المطرب محمد قنديل والمطربة الكبيرة شادية حيث غنت له " نور عنية" و " شباكنا يتايره حرير".
وكتب عزيز ايضاً لعدد كبير من المطربين والمطربات العرب امثال المطربة الجزائرية وردة التي كتب لها عدد من الاغنيات اشهرها "لولا الملامة" و"لعبة الايام" وكتب لفايزة احمد اغنية "ياما القمر ع الباب"، و"انا قلبي اليك ميال" وغيرها من الاغاني كما غنت يه المطربة اللبنانية الكبيرة فيروز رائعته الفصحي "سوف أحيا" وغنى له الموسيقار الكبير فريد الاطرش العديد من الاغنيات.
استطاع مرسي جميل عزيز أن يعبر عن مشاعر الانثى ولحظات الحب الصادقة في كلمات اتصفت بالشعبية الراقية ونجح كذلك في تطويع اللغة العربية الفصحى إلى لهجة الحياة اليومية ونسجها مع الموسيقى الناعمة وأهتم مرسي جميل عزيز بالنزعة الدينية التي كانت واضحة في قصائد وأغنيات كثيرة وبرع في كتابة الأغنية الدينية، حيث كتبها بأشكالها وألوانها المختلفة.
وقد كرمت الدولة الشاعر الكبير فمنحه الرئيس الراحل جمال عبدالناصر "وسام الجمهورية للآداب والفنون" في عام 1965م باعتباره رائداً للأغنية الشعبية والوصفية وكفارس للأغنية العاطفية وفي التاسع من شهر فبراير من عام 1980م توفي مرسي جميل عزيز على إثر إصابته بمرض خطير سافر بسببه إلى الولايات المتحدة الأمريكية للعلاج، وبعد فترة قضاها في المستشفيات الامريكية عاد ليموت فوق تراب مصر ودفن في مسقط راسه.